لحظة دامس
ليلنا
هذه الحياة الضاحكة العابثة أنامل سطوتها.. بين صور ما مضى وخيال قادمه نعيش لحظة ساعتها، بين حكم الأول وخيار الثاني تختلج مشاعرها، بين إشراقة القادم وحنين ماضيه يرتسم طيف حياتها. ما أصعبها من لحظة تلك التي لم تجد نفسها قبل فوات أوان شوقها، موجة حسرة إلى الزمن المنصرم تتدحرج أوراقها. من أين يأتي هذا الشعور المبهم الذي يبحث عن لغة تفسّر عبث لهفته من بعد رحيل همس لحظته؟ لماذا نلفى الطير الواقف أمام موج بحرها لا يمسي لحظة كَرّها يُخلّد شكوى قلبها.. كيف له أن يدير وجهه ويصد يدها بهذه القسوة!
كل هذا الحزن في كنه دارها؟ ماذا اقترفت يداها في عميق زمانها، لماذا أليم سرها لا يفارق عنوان بابها؟ أيا هذا الألم العميق القابع في سويداء قلبها، ألا كففت يدك عن دق باب قلاعها كل يوم حياتها وكل ساعة صبرها، نرّدك شفقة عن ديارها بدرع من فرح وسيف من أمل، في كل يوم وكل ساعة.
هذه الحياة الضاحكة العابثة أنامل سطوتها.. ما أقساها على روح تلك اللحظة ساعة وحدة وهنها ودامس ليلها.
زكي مبارك