العقاب والحمل
يتساءل
أحدهم... لماذا العقاب يكرهه الحمل في حين أن الأول يرى فيه لحمًا لذيذا... هل من
مفهوم للقيم مختلف بين الإثنين... ما الذي يدفع بالكاسر إلى الإنقضاض حماسة ويدفع
بالثاني إلى الهرب خوفًا... كل منهما تحت غريزة البقاء يرزح... إذًا الهدف واحد
بين الإثنين ولكن الوسيلة اختلفت... عند الأول الغاية وضعت الحماسة والقوة
والإقدام قيمة ووسيلة، وعند الثاني كانت الخوف والهلع والفزع وسيلة للبقاء... رأى
الوعي الأول المشهد رؤية العين فجعل من الأول رمزًا ومن الثاني لحمًا..
لك
أن تكون عقابًا أو أن تكون حملًا... هكذا اقتنع ذلك الوعي وعلى هذا الأساس وضع
قيم بقائه واستقلاليته... من الأول سادت روح لا تستريح... لا تكل عن البحث...
تحتفل بالنصر... ومن الثاني قنع ذو الجناح المكسور بالارض سقفا وبالإختباء خلف
الاقنعة والتزييف على النفس والعقل...
أن
تكون الإثنين معًا سينتهي بك المطاف أن تأكل نفسك لحمًا شهيًا هكذا كان الحال حينها
وهو كذلك اليوم وكل يوم...
سادة الكواسر
تعيش في ثنايا قمم الجبال وليس بين الورق والأغصان ووفرة الماء
والظلال... هي ضريبة يدفعها من رام السؤدد من دمه... وفتنة لمن وجد في الدعة
والخضوع لذة...
زكي مبارك