لماذا فعلت ذلك؟... لأني أستطيع...!
لا جدوى من طرح سؤال صواب وخطأ الفعل في هذه الحالة...
الإستطاعة على القيام بشيء ما يدفع بصاحبه إلى فعله... الدوافع والرغبات المحسوسة
التي يصوّرها الوعي لنا ويلونها يمكن وصفها بالظرفية التي تُفسر لنا دوافع العمل
بعد حدوثه بصورة يفهما الوعي... ولكن الدافع الفعلي يكمن في تملك القدرة على فعل الفعل نفسه
من دون وضع دوافع تفسيرية مسبقة أو نوايا واعية مبيتة...ذلك الفعل شق طريقة...
فوجده... لماذا... لأنه يستطيع ذلك... لأنه امتلك القدرة على فعل ذلك الفعل...
حدود قدرات العقل البشري تقف عند حدود قدرته على التصور والتخيل والوعي... فما هو
فوق مستوى الإدراك والخيال يصبح مدركا ومتخيلا لحظة ادراكه وتخيله... وما هو دون
حالة الوعي يصبح في دائرتها لحظة رصده... هذه الحدود تدفع بحدود الاستطاعة في كل
لحظة بقاء نحو حدود أخرى... هي نزعة نحو الإستطاعة... نحو القدرة على رفع مقدار
القدرة نفسها... كهدف يعيش لنفسه بعيدا عن حقه وباطله... السعي نحو قدرة أكبر من
أجل القدرة في الأساس...
زكي مبارك