search

09‏/10‏/2011

ملوك بني إسرائيل

ملوك بني إسرائيل

زكي مبارك

يقولون أن الأسلحة الفاسدة استحالت إلى حطام حديد... فضاعت فلسطين من جديد...

هكذا يواسون النفس المكسورة أمام مرآة الهزيمة... 

كذبوا وإن صدقوا فيما نطقت به ألسنتهم واستراحت له أرواحهم ...

يقولون لولا الغرب ما كانت إسرائيل من جديد... هل سألوا أنفسهم من سَخَّرَ الوحش الأشقر وطوعه لخدمة رجال يوشع بن نون وجميع إسرائيل في القرن العشرين...

في السبعة والأربعين وقفت رؤوس العرب في مواجهة حضارة أعادت بناء نفسها من تحت ركام السنين... حضارة سرت في عروقها دماء الحكم والملوك... رفضت الهزيمة بكبرياء لا تلحظه العين السارحة ولا يتوجس منه قلب انقطعت عنه دفقات العزة والشموخ... 

عبر قرونٍ طويلة أعادت بناء قلاعها في قلب أوروبا الجديدة... على قمة الهرم نصبوا أعينهم، وإلى الدرب المؤدي إليها ساروا، وبسلاح المعرفة الحقة والعلم المحلق تزودوا، وبخطى الواثق من الرؤية الواضحة تحركوا...

بالرغم من عار الهزيمة وسطوة روح الانتقام... بإصرار هادئ وثابت، من الصعاب بنوا عقل وروح رجلهم الجديد... ومن زاد تاريخهم ومؤونته تزودوا بمكر الملاحة في لج بحر المخاطر ...

لمحتهم أعين فاحصة، على خبايا النفس كاشفة، فيما هم يشقون الطريق نحو المجد من جديد... فتنبأت لهم أنهم في ذلك البلد لا محالة منتصرون ونحو غاية الريادة يسيرون...

رجل لم يذرف الدمع على ما ضاع من السنين... ارتقى بعلم وتسلح بهدف وكان إما أن يحكم في بلد الشقر أو إلى بلاد الأجداد الأولين يعود من جديد...

في عام الثمانية والأربعين من القرن العشرين هذا ما وقف أمامه رجل العرب النائم في المجد القديم... إثنان ثالثهما المنطق فيما بينهما يحكم... 

هل كنا حينها نعي ما معنى منطق القوة بماهيته الأرحب...

من وقف أمامنا تسلح بدم حكم وعقل ملوك، وعقيدة وجود راسخة، وعلم بصاحبه يحلق... لا ينقصكم الأول ولا الثانية فعليكم بالثالث...

هذا ما يقف أمامكم أيا أمة العرب منذ ذلك الحين... بيدكم وليس غيركم أن تغيروا ما بأنفسكم...بيدكم وليس غيركم أن تجعلوا ما هو آت من الزمن مددا لكم ووسيلة لشأن جديد...