search

20‏/06‏/2009

المسيرة الطويلة - الساقطة

الساقطة
وذات ليلة حادث عقاب لم يتعلم بعد كيف يطير، حادث نفسه في أمر يؤرقه، فسمعه البعض يقول:
الساقطة اكتشفت معادلة بسيطة... معادلة خطيرة... معادلة العرض والطلب...
فهمتها... استوعبتها... عرضت بضاعتها وثمنتها على هذا الميزان... فسقط كل شيء آخر...
إن كنت يا هذا تميل إلى نفس الميزان وترى الأمر من حولك مرهونا به، وإن كنت تقيَم قيمة مقامك على دروب المسيرة من خلال منحنى العرض والطلب، فهلا سألت نفسك ما الفرق إذاً بينك وبين تلك الساقطة...
الأمر واحد... لكل منكما هدف وغاية وثمن، والسعر تحدده معادلة بسيطة... معادلة خطيرة... ما الفرق إذا بين هذا وذاك...
أن ترهن قلبك وعقلك لهذا الميزان وتعمل به وتنجح فيه، يرفعك في أعين من لا شأن لهم، ويعظم من قدرك وثمنك أمامهم، ولكنه يضعك طرفاً أمام مهرج آخر يحترف فن الرقص... يطمع هو الآخر في أخذ ما بين يديك من نُعم... فهل ستتعلم كيف ترقص أفضل منه...
أن ترهن قلبك وعقلك لهذا الميزان وتعمل به، يعرّيك من الداخل، ولكنه يرفع من شأن تلك الساقطة حين تنظر هي في عينيك وتقول لك.. لما كل هذه الجلبة عن الحق والباطل يا هذا... هذه رايتنا نرفعها وبها نسير... فهل ستسأل نفسك حينها أين المسير...
وإن كنت يا هذا لا تميل الى ذلك الميزان... فهلا سألت نفسك ماذا يتبقى في نظرك بعد الليلة هذه من شأن كان له في الأمس عندك شأنا كبيرا...
يتبع.
زكي مبارك