نصائح بيريز
في العراق تحالفت الصفوية الإيرانية مع الصهيونية اليهودية تحت مظلة الصليبية الأمريكية لإضعاف العراق العربي القوي وإخراجه من المعادلة الإقليمية والإخلال بالموازين الجيوسياسية التاريخية. الهدف كان وما يزال تفتيت الجبهة الشرقية العربية وشرذمتها وجعلها تابعة للأجنبي القوي (أمريكا وإسرائيل وأمريكا).
في فلسطين تعاونت الصهيونية اليهودية مع تيار فلسطيني منهك وفاسد (تيار عباس وجماعته) وتحالفت الصفوية الإيرانية مع تيار الأخوان المسلمين الصاعد والطامح (حماس) في ظل غيبوبة عربية رسمية. الهدف كان وما يزال تمزيق الوحدة الفلسطينية وجعل الفلسطينيين تابعين للأجنبي القوي (إسرائيل وإيران).
في الخليج العربي ساندت الصفوية الإيرانية التيارات التجزيئية والتفتيتية وساعدتها إعلاميا ومعنويا. الهدف كان وما يزال تمزيق وإضعاف الجبهة الخليجية وخلخلة الساحة الخليجية تمهيدا للخطوات التالية في مشروع الهيمنة الإيرانية على دول الخليج العربية.
إسرائيل وإيران وأمريكا يحتلون أراض عربية ويهددون نظم عربية مجاورة، ولا يستطيع مراقب محايد إنكار هذه الحقيقة الفاقعة، فالأمر أوضح من أن يوضَّح.
لسنا بحاجة لنصائح لبيريز المسمومة لكي يشرح لنا أبعاد الخطط الإيرانية التوسعية في المنطقة، ولسنا بحاجة لفذلكات وحذلقات إيران لإفهامنا أبعاد المخطط الصهيوني الاستراتيجي ضد العرب والمسلمين. خطط إيران وإسرائيل تهتم في المقام الأول بمصلحة العرق القومي الفارسي واليهودي على المدى البعيد، وتعمل على استعباد أتباعهم من العرب، وإضعاف تطلعات الشعوب العربية الإستراتيجية بحكم طبيعة الأمور ودروس التاريخ.
بالنسبة للدول العربية والأنظمة العربية، يمكن القول أن حالة الضعف الاستراتيجي والعسكري وغياب الرؤية الثاقبة والخطط التوحيدية التصالحية ستجعل منهم ومن شعوبهم لقمة سائغة للأجنبي القوي سواء كان هذا الأجنبي القوي جاراً أو غازياً أو تصادف وجوده في غفلة من التاريخ على حدودنا وأمام أبوابنا ونوافذنا في المستقبل البعيد...وقوانين الفيزياء السياسية لا ترحم.
زكي مبارك