عندما ارتفعت أسعار النفط تفاءل الناس في البحرين والخليج العربي خيراً، ومنوا أنفسهم بالخيرات والدراهم التي سينعمون بها بعد أن ارتفع سهم ذهبهم الأسود. وبعد أن ذهبت السكرة وجاءت الفكرة، وجد الناس أنفسهم في حيرة من أمرهم، حيث وجدوا أن مداخيل الدولة من الدولارات والدراهم تتضاعف بصورة خرافية، وفي نفس الوقت نبت لما في جيوبهم من فلوس ألف جناح، وصارت نقودهم تطير من بين أيدهم من دون القدرة على فعل شيء غير النظر لما يحدث لهم من عجائب وغرائب وضرب أخماس في أسداس.
بالنسبة لأغلب الناس أصبح أمر الدخول إلى البرادة لشراء مستلزمات المنزل نوع من امتحان ضبط الأعصاب الذي يزداد صعوبة يوما بعد يوم. تسأل كومار عن سعر الأرز، فيقول لك أن السعر الجديد تغير وزاد منذ أسبوع بأمر من الشركة الموردة، فلا تصدق ما يقول فتذهب إلى راجيش في البرادة المجاورة، فتجد أن سعر الأرز عنده أغلى ثمنا، فتسرع عائدا إلى كومار لتخطف منه خيشة العيش قبل أن يأتيه خبر الزيادة الجديدة...وهكذا كان الحال مع أغلب البضائع الأساسية والغير أساسية...حتى أصبح شراء كمية من الشوكولاته للأطفال أمرا يجب التخطيط له بدقة أول كل شهر.
نسمع الآن أن أسعار النفط تتهاوى وأن العالم على وشك دخول مرحلة ركود اقتصادي كبير بسبب عبقرية بوش وجماعته (يعني ما في شغل ما في فلوس)...السؤال المحير هل ستنزل أسعار الشوكولاته والأرز في البحرين يا أهل الخير، أم أن الهوامير (عفوا أقصد الطيور) طارت بأرزاقها....
زكي مبارك