عندما يتحول الحمل إلى ذئب
تقول الإخبار الواردة من جنوب أفريقيا أن الناس هناك إصابتهم حالة من الهيجان وانفلات المشاعر والتصرفات حيث اخذ الجنوب أفريقيون يعيثون الفساد في الأرض بيد طليقة... يقتلون الأجانب ويشردونهم من منازلهم بسبب نجاح هؤلاء في قطاع التجارة وفشل المواطنين هناك في ذلك.
قبل سنوات قليلة كان الناس ينظرون إلى الجنوب أفريقيين على أنهم ضحايا أبرياء لسياسات عنصرية بغيضة يمارسها الرجل الأبيض ضدهم...حيث كانوا في نظر الناس حمل ضعيف في مواجهة ذئب مفترس، وبالتالي كان تعطف العالم مع الضعيف المغلوب على أمره شيء طبيعي ولا يبعث على الشعور بالذنب...
ماذا حدث هناك حتى يتحول الحمل الضعيف إلى ذئب مفترس؟
عندما سئل روبرت ماكنمارا وزير دفاع كينيدي و جونسون ( 1960- 1968 ) أثناء حرب فيتنام عن رأيه في مسالة السلام الدولي...أجاب وقد أصبح رجلا عجوزا انه ليس بالسذاجة ليعتقد أن الإنسان يستطيع العيش في سلام ابدي وان الحروب سوف تختفي من الوجود. ما يساعد على تأكيد تصورات هذا الرجل الذي احتك وعن قرب بواقع الحياة أن كل الدول القوية فعلا تقوم بالعمل على حماية أمنهم ومصالحهم عن طريق تأمين قوتهم العسكرية الذاتية والعمل على الحصول على السلاح الوحيد الذي يمكن اعتباره في وقتنا الحاضر بأنه الملاذ الأخير والأهم لحماية أي جماعة من الناس من الدخول طواعية في فئة العبيد .
طبيعتنا البشرية تؤكد لنا ومن خلال النظر إلى آثار التاريخ وممارسات الماضي القريب وشواهد الحاضر أن الخيارات كانت دائما قليلة وواضحة...فإما أن تكون حملا أو أن تكون ذئبا.
أعتقد أن الجنوب أفريقيين ملوا اليوم من الأول واشتهوا أن يكونوا الخيار الآخر، وكل ما في الأمر أنهم اليوم يستطيعون فعل ذلك ولا يعنيهم كثيرا رأي الناس فيهم.
سبحان مغيّر الأحوال.