والله سالفة! جماعة وعد تريد شراء جهاز التلفزيون الملون بسعر التلفزيون الأبيض والأسود العادي! هذا الكلام ما يمشي في شارع باب البحرين، وهو كلام لا يصلح في شارع السياسة البحرينية، وفي كل شارع سياسي بالمناسبة. من أنتم في شارع السياسة البحرينية الآن يا جماعة وعد، حتى يمكنكم التكلم نيابة عن الشعب والوطن؟ من أعطاكم توكيل لحمل هذه المسؤولية الكبيرة حتى تبتوا في أمر من قبيل ما يصح التحاور حوله وما لا يصح الحديث عنه، وتصنيفه على انه أمر جيد أو ممتاز؟ من سلمكم الملفات الكثيرة العالقة على حد قولكم لكي تنظروا الأمر فيها؟ ومن أعطاكم الحق في تصنيف القضايا بين البسيطة والمعقدة؟
طرحتم الموضوع ثم أسميتموه بالمشروع... هل تم الاتفاق على الإطار العام المحدد لهذا المشروع؟ هل استشرتم أصحاب الشأن في هذا المشروع؟ من حضر منهم لكي يشهد هذا الاتفاق؟ هل قدرتم معهم الفوائد وحصرتم المخاطر؟ ما هو الثمن المطلوب دفعه؟ ومن هي الجهة المسؤولة عن قياس نسبة النجاح ومقارنتها بالتقديرات والوعود؟ من هو الراعي الرسمي والمسؤول الأول والأخير عن مشروعكم هذا؟ هل هناك اتفاق وتفويض من الشعب؟
هناك مقاييس ومؤهلات سياسية وقانونية في البيئة البحرينية السياسية تبت في هذا الموضوع وتنهي الجدل حوله قانونيا. هل أنتم في وارد الانقلاب على كل ما تم التفاهم حوله في السنوات الأخيرة؟ هل هذه هي الديمقراطية التي تفهمونها والتي صدعتوا رؤوس الناس حول ضرورة التمسك بها؟
في ختام كلامكم تقولون انه لا تفويض لديكم في الكلام. هل ما حصل في الفترة الأخيرة إذا هو محاولة يائسة وبائسة للحصول على هذا التفويض بالقوة أو بالطيب؟
زكي مبارك