I think the special relation of mutual benefits between the ruling elites and the businesspersons (bourgeois) can not be rolled out in any state that base it's regime on trades.
Yet one can sense the limited contribution of the Bahraini businesspersons, in general, in the social, educational and scientific development in the country. There are one or two well known Bahrain Business families who have helped and contributed to the development of the Bahraini society in the fields of education and science but this can not be generalized to include the whole class of businesspersons.
I think some of the suggestion in the below article by Anas Al-Shaihk, if implemented, are very useful for the future of
Regards,
Zaki Mubarak
أيهــــا البرجـوازيــــون الليبراليون.. كفاكم خداعـــــاً!
ثقافة - أنس الشيخ:
يقول الدكتور مفيد الزيدي حول التجار والبرجوازيين في كتابه التيارات الفكرية في الخليج العربي ٨٣٩١-١٧٩١: »وقد شارك التجار في الكويت والبحرين في الحركات الإصلاحية التي قامت في الأعوام ١٢٩١ و٣٢٩١ و٨٣٩١، في سبيل إجراء الإصلاحات الضرورية في المجتمع ونظم الحكم. ولكنهم بعد ظهور النفط والعوائد المالية الكبيرة، والنشاط الاقتصادي المثمر اتجهوا إلى الاتفاق مع الأسر الحاكمة التي كانت بحاجة إليهم لإضفاء الشرعية السياسية والمجتمعية على سلطتها، في حين سعى التجار من جانبهم للحصول على دعم الأسر الحاكمة في مشاريعهم الاستثمارية والاقتصادية، وبذلك لم يعد التجار يشكلون تهديداً حقيقياً للنظم الحاكمة، وانصرفوا نحو الاهتمام بمصالحهم التجارية، وتنمية ثرواتهم المالية، وتوسيع نفوذهم في الأوساط الاجتماعية، والمنتديات والملتقيات الثقافية، والأعمال الخيرية، والأنشطة والأندية الرياضية«.
»وتعمد البرجوازية إلى تعزيز مكانتها عن طريق الهيمنة على السوق المحلية بالتحالف مع السلطة، واستحواذها للنفوذ الاقتصادي والاجتماعي ومحاولتها تحويل التفاضل على أساس الانتماء القبلي إلى التفاضل بالثروات...«..
أيها البرجوازيون الليبراليون البحرينيون أصحاب رؤوس الأموال والمشاريع الاستثمارية والاقتصادية الكبيرة والمهمة الذين تصفون أنفسكم بالتقدميين والتنويريين وتدّعون بأنكم تحاربون الجهل والتخلف وتحرصون على حرية ونهضة المجتمع حيث سمعنا أصواتكم تلعلع وتجلجل في كل مكان سواء عبر الصحف المحلية أو عبر ما سمعناه من كلام قد قيل في مجالسكم وحواراتكم تستنكر ما يحدث في الساحة البحرينية بين الفريقين (الديني والليبرالي) حول الشأن الثقافي والفني في هذا الوطن ويقال إنكم كنتم تهاجمون كل من يقف في وجه انتشار عبير الثقافة والفن وأسميتموهم بالظلاميين الذين تقولون عنهم إنهم يريدون حرمان الوطن من كل فرحة ومن كل بسمة ومن كل تقدم ومن كل نهضة وإنهم يريدون تكميم الأفواه والحريات ونشر السواد والحزن والكآبة في جميع أنحاء الوطن. وألستم أنتم الذين تتباكون اليوم على الثقافة. هم ذاتهم من نسمع عنهم ونرى أسماءهم عادة في الصحف والمجلات المتنوعة والمتخصصة في مجال المال والأعمال وفي الملاحق الاقتصادية للصحف المحلية وفي بعض القنوات الاقتصادية المتخصصة ويمتلكون الملايين وربما المليارات، وتعلن الصحف المحلية بكل فخر عن الأرباح السنوية أو نصف السنوية لمشاريعكم واستثماراتكم المختلفة أو في أحيان كثيرة تخفون تلك الأرباح ربما تفادياً عن عين الحسّاد القريبين منكم والبعيدين عنكم؟ (اللهم لا حسد).
فها نحن بصفتنا من أهل الفن والثقافة نورد بعض المقترحات والمشاريع ونلقيها أمامكم.
١- مكتبات عامة صغيرة في كل قرى وأحياء البحرين.
٢- كمبيوتر محمول (Laptop) لكل طفل بحريني.
٣- مراكز ثقافية وفنية وعلمية ورياضية صغيرة غير ربحية للأطفال والشباب في القرى والأحياء.
٤- مؤسسات ثقافية وفنية وعلمية غير ربحية لدعم الثقافة والفنون في البحرين.
٥- ورش ومعامل تدريبية وتعليمية مجانية للأطفال والشباب.
٦- معامل ومختبرات للبحوث والدراسات العلمية.
٧- ترجمة آخر الإصدارات من الكتب الفنية والثقافية والعلمية والمعرفية المختلفة.
٨- مراكز للدراسات مستقلة تعنى بالعلوم الإنسانية والثقافية والعلمية والوثائقية.
٩- منح مالية لإنجاز مشاريع فنية وثقافية وعلمية صغيرة ومتوسطة.
٠١- منح دراسية في مجال الآداب والفنون والعلوم الإنسانية والتكنولوجيا.
١١- صندوق دعم وتنمية الفن والثقافة والعلم.
٢١- حماية البيئة وخدمة المجتمع.
٣١- إنشاء صحيفة تعنى بجميع المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها يقوم على تحريرها وتصميمها وتنفيذها أطفال وشباب من دون تدخل الكبار في اي ناحية من النواحي سوى التمويل المالي. (تم تطبيق هذه الفكرة في الصين من خلال مبادرة قام بها أحد رجال الأعمال الصينيين وتم الحديث عن هذه التجربة في إحدى القنوات الفضائية).
الصنارة والماء
أعتقد أن كل هذه المشروعات والمقترحات قابلة للتنفيذ فلماذا لا تفكرون في أن تدرسوها وتتبنوها وترعوها لكي تزدهر وتثمر وتعطي النتائج المرجوة في المستقبل القريب لنجعل هذا الوطن مشرقاً وجميلاً في عيون الجميع؟ ألا يمكن أن يكون لكم اليد الطولى والمؤثرة في تحقيق نهضة ثقافية وعلمية من خلال دعمكم والوقوف بجانب الجميع؟
ماذا سيفيد الوطن وأناسه، دفاعاتكم وصراخكم وتخوفكم وتباكيكم على الحرية والثقافة وانتم لا تريدون أن تبادروا في تقديم الصنارة للثقافة والفن أو حتى على مساعدة أهلها على التعلم في كيفية صناعة تلك الصنارة وتطويرها ليستطيع الجميع الاعتماد على أنفسهم في الصيد؟
ولكن حتى لو افترضنا أنكم ساعدتم الفنانين والمثقفين وأعطيتموهم الصنارة أو علمتموهم على كيفية صناعتها ماذا عساهم أن يعملوا بها إذا كانوا لا يستطيعون الاصطياد بسبب تلوث الماء بكافة أنواع الأمراض والقاذورات والفطريات والإشعاعات الضارة، فهل ستنفعهم الصنارة الجاهزة أو المصنوعة في تلك اللحظة؟ لماذا تتجنبون مشاركة الفنانين والمثقفين همهم الفني والثقافي والتعاون معهم لمكافحة كل ما يلوث ماءنا وهواءنا وحريتنا والعمل على حمايتها من كل ما يضرها ولا ينفعها.
الثقافة والتنمية
ألم تسمعوا أو تقرأوا الدراسات والتقارير العديدة الصادرة عن المؤسسات المتخصصة بالتنمية في الغرب، مثل اليونسكو والتقرير السنوي للتنمية البشرية الذي تصدره الأمم المتحدة ونادي روما وغيرها، التي تجمع على أن العامل الرئيسي في تحقيق التنمية هو الثقافة؟ فأين دوركم الإصلاحي والتنويري المفترض أن تقدموه للمجتمع وتنميته عبر الثقافة والفنون؟ أم أن فناني ومثقفي وأطفال وشباب البحرين لا يستحقون ذلك؟ أم انكم لم تسمعوا طوال السنوات الطويلة الماضية أي نداءات أو مطالبات عديدة من قبل الفنانين والمثقفين من أجل النهضة بالمشروع الثقافي في البحرين؟ أم أن مباركة الجهات الرسمية والسلطة لكم والحرص على ما يرضيهم أصبح هو شغلكم الشاغل لكي تطمئنوا بأنكم ستجنون فوائد ومصالح كثيرة لا تستطيعون الحصول عليها من خلال دعم الفن والثقافة والتضامن مع أناسها؟
هل تعتقدون أن مفهوم الاقتصاد الموجود في عديد من دول العالم الآن معتمد وقائم على رأس مال ويد عاملة وعلاقات إنتاج فقط؟ يجيب المفكر الفرنسي »الان بيرفت« على هذا التساؤل بأنه لا يعتقد ذلك ويرى أنها تنطوي على سذاجة وجهل فقد تأكد أن السمات اللامادية كالدين والدوافع المعنوية والأخلاق والثقافة تعدل من سلوك الشعوب وتحوّر مسار أكثر المجالات المادية كالاستثمار والإنتاج. وقد كتب المفكر الفرنسي أيضاً تحت عنوان (ما تغفله ماديتنا الساذجة) وتساءل: لم أفلحت اليابان في أن تصبح بلداً صناعياً بمثل هذه السرعة دون أن تمتلك الموارد الخام والطاقة اللازمة للصناعة، ولا تجد دولا تعد من أغنى دول العالم بالمعادن والموارد وأوفرها ماءً وخصباً ما تقوت به الناس، وتحدث فيها مجاعات؟ وكيف يحصل ٥٧٣ شخصاً يعيشون في كل كيلومتر مربع في جنوب الهند على احتياجاتهم الأساسية، ولا يستطيع أربعة أشخاص يعيشون في كل كيلومتر مربع في دول أفريقية استوائية تمتلك نفس الظروف الجغرافية والطبيعية توفير الطعام واللباس؟
وقد قالت »امارتيا سن« أستاذة الاقتصاد بجامعة هارفرد: التنمية الثقافية مكوّن أساس لا ينفصل عن التنمية بشكل عام، فإذا حرم الناس من فرصة فهم وتقوية قدراتهم الخلاقة، فإن هذا يعوق التنمية.. والثقافة تؤدي دوراً أساسياً في تقييم الأشياء والأهداف والوسائل التي نسعى بها للعمل والإنتاج.
فما رأيكم أيها البرجوازيون الليبراليون بما أثاره المفكر الفرنسي وكذلك أستاذة الاقتصاد بجامعة هارفرد؟ أم ان ما أثاروه لا يعني لكم أي شيء؟
الفن والثقافة المطلوبة
ربما أنتم لا تريدون دعم فن وثقافة تثيركم وتنتقدكم وتواجهكم وفي نفس الوقت تستنزف جيوبكم. بل تريدون ثقافة لا تجعلكم تفكرون بأي شي سوى الجلوس على المقاعد الوثيرة مع أناس يفضل أن يكونوا من طبقتكم وبرستيجكم لكي تستمتعوا وتنعموا جميعاً بالرومانسيات الفنية والثقافية التي تدغدغ مشاعركم وتدغدغ أبصاركم بالالوان البراقة والأخاذة غير مبالين بأي شيء آخر، لا بعلاقة الثقافة بالتنمية أو بالاقتصاد أو بالمجتمع ما دامت مشاريعكم قائمة وأرباحكم مستمرة وكل ذلك من أجل أن تمارسوا الاستعراض فيما بعد. علينا وأحياناً كثيرة على من هم من طبقتكم أو من هم أدنى منكم في الطبقة والمكانة والحضوة وتدّعون بأنكم أنتم أهل تذوق الفنون والثقافات العالية والراقية وليس غيركم الذين تعتبرونهم من أهل (الطقطقه ويحيى الوطن) على حسب تعبير البعض منكم.
ما لا تريدون معرفته وتغييره
هل حقاً يعنيكم أن تعرفوا ماذا يجري في داخل ثنايا هذا الوطن لأبناء عائلات وأسر من هم أقل منكم في الطبقة والحضوة والمكانة أو أن تعرفوا ما إذا كان أطفالهم وشبابهم يمتلكون أي موهبة فنية وعلمية أو أي وعي وذكاء وفطنة أو إذا كانوا تائهين وحائرين وخائفين أو إذا كانوا يشعرون بمعنى الحياة ويستمتعون بها بشيء من الإنشراح وبشيء من الأمنيات أم لا؟
ألستم انتم أيها البرجوازيون الليبراليون تدعون دائماً إلى أن تتغير العقليات والأفكار عند الكثيرين، والتي تعتبرونها رجعية ومتخلفة وظلامية فلماذا لا تبادرون وتساهمون وتتضامنون مع المثقفين والفنانين؟ أم أن الذي يجري في داخل ثنايا الوطن لا يعني لكم شيئا بقدر ما يعني لكم ما يحدث على واجهات الوطن؟
فهل في إنشاء مشاريع ثقافية وفنية مستقلة وغير ربحية تنشر الوعي والحرية والاستقلالية وتشجّع وتعلّم الجميع من خلالها الحوار والقبول بالرأي الآخر عند الصغير والكبير في كل مكان في هذا الوطن مضرة لكم؟ أم انكم لا تريدون أن تتورطوا في مشاريع لا تدر عليكم بأي عوائد وأرباح مادية حيث تعتبر المسألة بالنسبة لكم مضيعة للوقت في الدخول في مشاريع لا يتم تقييمها ودراستها من باب الربح والخسارة المادية؟
كفاكم خداعاً
أيها البرجوازيون الليبراليون كفاكم خداعاً وتباكياً على الثقافة والمثقفين وعلى الفن والفنانين وعلى الحرية والديمقراطية ما دمتم غير مبالين ولا تشعرون بأنكم معنيون لما يحدث في الواقع الثقافي والفني في هذا الوطن. وبالرغم من قدرتكم على التعاون والتضامن مع الجميع إلا أنكم تأبون وتمتنعون وتتهربون من تحويل الظلمة التي تقولون عنها إلى نور وتحويل اليأس والإحباط عند الكثيرين إلى أمل.
إذا كنتم ترفضون كلامي جملة وتفصيلا وتقولون إنني أتجنى عليكم وإنكم لستم من المخادعين والمتباكين ولستم من طبقة المتعالين أو من المتهربين فها هي بعض المقترحات والمشاريع مطروحة أمامكم في بداية هذا المقال فماذا عساكم أن تقدموا من أجل دعم الفنون والثقافة وأهلها من كبار وصغار من أجل الدفاع عن وعي وحرية وتقدم هذا المجتمع؟
مصدر المقال: صحيفة الأيام - www.alayam.com