هكذا وبجرة قلم خرج علينا كاتب الخبر أدناه باستنتاجات قاطعة بشأن طبيعة ردود الفعل تجاه كلمة السيدة سمير رجب في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر القومي العربي المنعقد حاليا في البحرين...لا أدري أي اسلوب علمي استخدمه كاتب المقال ليخرج علينا في اليوم التالي هو والصحيفة التي يكتب فيها من أن أغلب الردود كانت غاضبة تجاه استخدام مصطلح الصهيوصفوية لوصف التحالف الحاقد على العرب في العراق... يا جماعة هل انتم تخاطبون أطفال في الروضة...أعتقد حتى اطفال الروضة يمكن أن ينتبهوا لهذا الخلط الفاضح بين الحقيقة العلمية المدعمة بالحقائق وبين الآراء العاطفية المنحازة المتمثل في شاكلة الخبر التالي المبني على استنتاجات غير علمية والمنحاز عاطفيا:
تحياتي
زكي مبارك
ردود فعـل غـاضبة تجاه «الخطـــر الصهيوصفوي» الذي طرحته سميرة رجـب:
بشور: خطاب الفكر القومي العربي إنساني غير عنصري ولا أفضل مفردات من هذا النوع
الوقت - أحمد العرادي:
أثارت الكلمة التي ألقتها عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر سميرة رجب، ردود فعل متباينة وإن كانت غاضبة في معظمها، إذ قالت رجب بالحرف الواحد:
''هناك في العراق، حيث المقاومة العربية تخوض أقوى المعارك ضد قوة الاحتلال الأنجلوأميركي والصهيوصفوي وتبشرنا بنصر قريب من شأنه أن يغير واقع أمتنا ومنطقتنا والعالم أجمع ويدحر أكبر قوى الشر في العالم''.
من جهته، قال معن بشور، والذي اختير رئيسا للمؤتمر وانسحب احتجاجا على الكلمة المذكورة.
''لا أريد الدخول في نقاش مع رجب، وهي صاحبة فضل في عقد المؤتمر، لكن خطاب الفكر القومي العربي إنساني غير عنصري''، مضيفا أنه ''يفضل ألا تستخدم مفردات من هذا النوع، فإذا كان ثمة انتقاد لسياسات معينة، فلا نعطيها بعدا آخر''.
وأوضح بشور في تصريح لـ ''الوقت'' أن ''المؤتمر يرفض الاحتلال الأميركي ويدعو لمقاومته، لكنه ليس ضد الشعب الأميركي بل ضد سياساتها''.
وأضاف ''من باب أولى، الابتعاد عن استخدام تعبيرات تفوح منها رائحة لا تنسجم مع الفكر القومي العربي وهو الفكر الديمقراطي الحر المنفتح على الشعوب''.
وتابع ''نريد تبني قضايا الأمة العربية وأن يكون المؤتمر حصن هذه الأمة وجسرا بين العرب والأمم الأخرى''.
ورفض بشور، التعليق على انسحابه احتجاجا على عبارة رجب.
إلى ذلك، رأى الأمين العام لجمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) إبراهيم شريف أن ''التعبير الذي استخدمته رجب، سيء للغاية، إذ تقصد به إيران الحالية وليست إيران في القرن السادس عشر''، مشيراً إلى أنه ''واضح تلميحها إلى أن إيران وإسرائيل عدوان على قدم المساواة''.
وقال شريف ''طبعا الرأي العام داخل المؤتمر، ليس هو ذا، إذ انه رأي الأقلية جدا التي ترى أن إيران عدو''، لافتا إلى أن ''الأغلبية تؤكد أن هناك دول مقاومة ودول ممانعة، وإيران من الثانية''.
وتابع ''يمكن أن ننتقد إيران في تصرفات ولكن ليس من المعقول إخراجها من التحالف الواسع ضد الصهيونية والاحتلال الأميركي للمنطقة العربية''.
وأضاف شريف أن ''التعبير، يعبر عن موقف رجب وعدد قليل من أعضاء المؤتمر، وسينعكس ذلك على القرارات إذ لن تجد أي تعبير على هذه الشاكلة''.
وعن انسحاب بشور من المؤتمر (احتجاجا) أوضح شريف أن ''بشور يدرك أهمية العلاقات العربية الإيرانية، ويدرك الخلاف في موقعه فهناك مصالح متضاربة بين دول الجوار ولكن خلق عداوات لا نحتاج لها سواء إيران أو غيرها ليس في صالح العرب، والمشكلة أننا أمة ضعيفة''.
ورأى شريف أن ''الأمة العربية، لم تستطع أن تمتلك مقدرات أمورها بقدر ما استطاعت ذلك إيران أو باكستان أو تركيا''، مشرياً إلى أن ''وجود إيران مهم جدا بالنسبة لنا، من أجل موازنة الصراع مع الصهيونية''.
واعتبر شريف أن ''ضعف أمتنا، هو السبب في أطماع الغير فينا''، مشيرا إلى أن ''إصلاح العلاقات العربية الإيرانية يمر بدعم قوة العرب في الداخل ومن خلال الوحدة بينهم وليس من خلال كيل الاتهامات لإيران ومحاولة إيقافها عن رفع قوتها''.
وتابع ''إسرائيل تمتلك السلاح النووي ومن حق كل دول المنطقة أن تمتلك هذا السلاح، ما دام هذا العدو على حدودها ويهدد وجودها ومصالحها أو أن يتم تصفية السلاح الإسرائيلي وبالتالي سنطالب إيران بالتخلي عن برنامجها أيضا''.
من جهة أخرى، تطرق شريف إلى سبب عدم تنظيم جمعية (وعد ) للمؤتمر الحالي، رغم تنظيمها المؤتمر السابق، موضحا أن ''قرار التنظيم، يعود للأمانة العامة للمؤتمر وهي التي اختارت من ينظم هذا التجمع''. وأضاف ''كما أننا في البحرين نعيش حالة من النكوص السياسي، وهو ما لم يسمح لنا أن نعمد إلى تنظيم المؤتمر''، مشيراً إلى أن ''أهمية المؤتمر عموما تأتي في القرارات والنتائج التي سيخرج بها''. وفي سياق متصل، أوضح نائب الأمين العام لجمعية التجمع القومي حسن العالي أن ''ما قصدته رجب، هو تحديد أهداف النظام الإيراني في العراق، وهناك بعض الأحزاب التي تساعد الاحتلال الأميركي بالعراق لتنفيذ مخطط إيران''.
وأضاف أن ''هذا المخطط لا يهدف للمحافظة على المصالح الإيرانية وإنما يأخذ طابعا استيطانيا، فعندما تسافر إلى البصرة تشاهد مظاهر إيرانية وليست عراقية''. وقال العالي ''لها وجهة نظرها، ولكن اتفق معها فيما يتعلق بالعراق وما يحدث فيها ، إذ يذكرني بالحركة الصفوية عندما أرادت أن تستغل الشيعة من أجل أن تتوسع بالاعتماد على العرق المذهبي، وهو ما تفعله إيران اليوم في العراق''. وأشار العالي إلى أن ''المؤتمر ليس حزبا سياسيا وكل من فيه يمثل وجهة نظره، وكلمة رجب تمثل توجهها فقط''، معتبرا أن ''لكل فرد، حرية الفكر والتوجه وأنا شخصيا أتفق معها وفق ما فهمت من كلمتها وأعلم أن هناك من لا يتفق معها''.
وتابع ''عموما المؤتمر الأخير الذي كان بالمغرب، دعم إيران في مواجهة أميركا ودعمها في توجهاتها المتعلقة بالمفاعل النووي''. وقال العالي ''كلنا معنيون باستضافة هذا المؤتمر وإنجاحه، وعلى هذا الأساس تعاملنا مع الموضوع وعرضنا كل خدماتنا لنجاحه وهو ما نؤكد عليه لتوفر كل الإمكانات''.
ونفى العالي أن تكون جمعية التجمع، قد كلفت بتنظيم هذا المؤتمر، منوها إلى أنه ''تم تكليف الزميلة سميرة رجب واستطاعت الحصول على موافقة من القيادة السياسية فقامت بتشكيل لجنة تحضيرية''. من جهة أخرى، استنكر عضو المؤتمر القومي، المنتمي للمقاومة اللبنانية (حزب الله ) حسان عبدالله، عبارة رجب، معتبرا فيها ''نوعا من الأوهام التي يعمل على نبشها من التاريخ وإسقاطها على الواقع''.
وأضاف أنه ''لا يوجد شيء اسمه دولة صفوية أو مؤامرة صفوية، والذي يستخدم هذا المصطلح فهو جاهل''. واسترسل عبدالله ''الدولة الصفوية، كانت في مواجهة الدولة العثمانية في التاريخ، ولا تعمل إيران الآن على أي شيء يمس العالم العربي''.
وتابع ''أما إذا كان المقصود بهذا المصطلح هو الدولة التي شيعت إيران فذلك غير صحيح إذ إن الشيعة جزء أساسي في التاريخ العربي ومن الأمة''. ورأى عبدالله أن ''التعبير سيء، وكذلك وقت استخدامه، إذ إنه يزيد الشقاق في الأمة ويخدم المصالح الأميركية والصهيونية''، مؤكدا أنه ''إذا كان هناك سوء فهم أو خلاف مع إيران في موضوع العراق فليتم التفاهم معها والحوار والاستماع إليها''.
وأكد عبدالله أنه ''من غير المقبول، استعداء دولة إسلامية وجارة في المنطقة، من دون مصلحة لا للعرب أو للمسلمين''.
وتابع ''حتى الانتصار اللبناني على إسرائيل، يتم اعتباره إيرانيا، على رغم أننا من قتل وهجر ودمرت بيوته ولا يمكن لأحد أن يزايد علينا، ويقول إن هذا النصر لغيرنا، بل هو نصر للأمة''.
وأضاف عبدالله ''لا يمكن أن أقدم كل هذه التضحيات من أجل أن تستفيد منه أية دولة، حتى ولو كانت إيران، بل أعمل وأجاهد من أجل بلدي وأمتي العربية''، مشددا على أن ''حزب الله في لبنان والأخوة في سوريا وإيران في خندق واحد في مواجهة الاحتلال بالمنطقة''. وتابع ''سواء كان ذلك الحديث عن سوء فهم أو سوء تقدير أو غيره، فخلق صراعات لا معنى لها مرفوض تماما، وذلك يذكرني بالهجوم الصهيوني على لبنان إذ شعرت تلك اللحظة بأنني أقرب إلى شافيز (الرئيس الفنزويلي) من زعماء الأنظمة العربية''.
وأشار عبدالله إلى أنه ''يجب الحذر من الفتنة، فمن خلال تجربتنا في لبنان شعرنا بفتنة داخلية ونعلم أن وراءها إسرائيل، أطلقنا الصواريخ على العدو الصهيوني ليجتمع الشعب مرة أخرى وينبذ الفتنة''. وقال عبدالله إن ''القومية العربية، ليست نزعة معادية لغيرها ولكنها تتكامل مع الآخرين، وأدعو إلى عدم الالتفات للمشكلات الداخلية بل دحرها عن طريق مواجهة العدو وتسليط الضوء باتجاهه''. من جهته، أوضح الناشط السياسي القطري محمد صالح المسفر أن ''المصطلح يتداول الآن نظرا لما يفعله الصفويون في العراق كما يفعله الإسرائيليون في فلسطين من قتل وتدمير ونسف مؤسسات وتهجير وطرد بأسلوب صهيوني على الطريقة الصفوية''. وأضاف المسفر ''لعل رجب تقصد المقارنة في ذلك بين الطرفين ونحن لا نتهم إلا الفئة التي تريد أن تنال من حركة المقاومة التي تريد تحرير العراق، فأنا لست مفسرا لمواقف رجب ولكن هكذا أقرأ ما تقول''. وختم المسفر ''هذه حرية الرأي واحترام إرادة الآخر، فيقول ما يريد من دون رقابة أو مصادرة''.
صحيفة الوقت 29 أبريل، 2007