في مسألة ريادة الثقافات والحضارات
في مسألة ريادة الثقافات والحضارات ليس مهما لوحدها في بعض الأحيان قناعاتك الراسخة عقيدتها والتي إليها اطمأن قلبك بقدر ربطها والقدرة على مواجهة ودحض قناعات ذاك الذي بيده الريادة في زمنك والزمن الذي سيليه. هذا ثمن مسعى ريادة شاملة في باعها. وقد تتضاعف وطأة مشقتها إن كنت للتو من بعد سبات عميق وجدت نفسك في وسط الطريق بلا مرشد ولا دليل وكل خرائط الطريق تحتاج تحديث.
في الحالة الأولى - الوثوق بالقناعات الذاتية يمكّنك من مواصلة مشوارك في جو من التوازن الباعث على العمل والأمل. لكن هذا ليس طريق ريادة حتمية على من في يده اليوم تكمن مفاتيح زمام الأمور. في الثقافات والحضارات كما في الأفراد.. يمكن الوصول إلى حالة التوازن هذه كحل خاص لمحيطها الخاص.. ولكنه لا يرقى إلى مقام الحل العام الشامل لكل بني الإنسان. حواجز عديدة تقف أمام بلوغ هدف هذا لونه.. إن كان أمر القيادة اليوم والريادة الثقافية والفكرية والعلمية بيد عدوك فعليك أولا معرفة كيف يمكن مواجهته بسلاح شبيه لما في يده.. أن تحاربه بسيف من لون سيفه.. أن تهزمه في عقر داره.. بعدها يمكن إكمال مشوار طويل أمره.. أن تتحدث عن ريادة للناس.. كل الناس!
زكي مبارك